اسعار البورصة المصرية

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

ثقافة الاختلاف او المعارضة

جميع دول العالم المتقدم او الساعي الى التقدم تجد العلاقة بين مؤسسات الدولة و الافراد و المؤسسات الخاصة على شكل راقي محترما لا يتنافى مع القيم و المبادئ و الاخلاق و لا ينصرف للتوغل الى الامور الشخصية لبعضهم البعض وذلك اذا حدث اختلاف او تعارض في المصالح او الاتجاهات بكافة اشكالها أي ان بينهم لغة حوار مبنية على اساس متين ومثل هذا الامر يقال عنه ثقافة الاختلاف او المعارضة.

وللأسف كل هذه الامور لم تتواجد في مصر وقد اظهرت الحملات الانتخابية جهل المجتمع المصري لمثل هذه الثقافة فتجد المرشحين يتحدثون عن بعض و كأنهم اعداء يريد كل واحد ان ينتصر على الاخر وبأي وسيلة كانت حيث انهم رفعوا قاعدة الغاية تبرر الوسيلة أي ان الموضوع اصبح حرب يباح فيها كل شى للوصول الى النصر بالرغم من ان هذا النصر هو نصر لا توجد فيه مزايا للوصول الى الغاية من الحياة الدنيا و بالطبع الا قليلا منهم.

وندلل على ما نقوله بان انسحاب جماعة الاخوان و حزب الوفد قد جاء في موعد متأخر الى حدا ما وقد اثير الامر ردود افعال كبيرة بين الطرفين والحزب الحاكم من جهة اخرى فاتهم الاول الثاني بعدم نزاهة الانتخابات و التزوير البين ولديهم الامثلة في هذا الامر ، واتهم الثاني الاول بان الامر يمثل فشل في عدم القدرة على النجاح وهو ملخص الاختلاف ولكن ما تم تناوله في المواقع و الصحف المختلف لم يكن بالأسلوب الذى سرته بعالية ولكنه كان حرب كلامية ازدادت فيها الاقوال و الافعال على شكل لا تستشعر منه وجود أي لغة حوار بين الطرفين بل انك تستشعر وجود سياسة الامر الواقع المفروضة من الطرف الثاني (الحزب الحاكم) الى الطرف الاول(الاخوان و حزب الوفد و باقي الاحزاب) وان الامر لم يكن في هذا الامر في هذا القرار بل انه كان في جميع مراحل العملية الانتخابية .

اعزائي القراء ان عدم وجود لغة حوار لثقافة المعارضة او الاختلاف بين الافراد يرجعنا الى العصر الحجري القديم الذى تنتشر فيه ثقافة الغابة و البقاء للأقوى و ليس للأصلح للعامة الامر الذى يجعلنا نطلق دعوة للحزب الحاكم في مصر بان يقوم بأنشاء لغة حوار مبنية على الاحترام والمبادئ و قيم المجتمع مع معارضيه (من وجهة نظره) حتى نستشعر نحن عامة الشعب البسطاء بمن ينوب عنا او يحكمنا بقدر من الاحترام لعقولنا ونستشعر ايضا بوجود قدرا من العدالة بيننا لان سياسة الامر الواقع الموجودة بيننا ستحمل اثار سيئة بعيدة المدى على المجتمع المصري ككل

اللهم ما بلغت اللهم ما فشهد

ملاحظة:- تم نشر المقالة بموقع بوابة المصرى اليوم على الرابط

ليست هناك تعليقات: